سورة الشعراء - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الشعراء)


        


ضيم: الطلع: اول ما يطلع من الثمر في اول تكوينه. هضيم: ناضج لين. تنحتون: تحفرون البيوت في الصخر، وهو موجود إلى الآأن في مداين صالح. فارهين: نشطين فرحين. من المسحَّرين: الذين سُحروا حتى ذهبت عقولهم. شِرب: نصيب. عقروها: ذبحوها. وقبل ان يذبحوا الناقة كانوا يقطعون قوائمها، وهذا هو العقر.
تقدمت قصة صالح مع قومه في سورة الأعراف وفي سورة هود. وكانوا يسكنون بالحِجر وهي المحلّة التي تسمى الآن (مداين صالح) في شمال الحجاز.
وكذّب قوم ثمود نبيّهم صالحا، اذ قال صالح لقومه يا قومي: الا تخشَون ربك؟ إني رسول منه اليكم، فاحذَروا الله وأطيعوني، ولا أيد منكم اجرا، فأجري على الله رب العالمين. اتظنّون انكم تُتْركون في دياركم آمنين، وانتم على ما أنتم عليه من الكفر والظلم؟ وترتعون في جناتٍ وعيون وزرع ونخلٍ ثمرُها يانعٌ لطيف، وتنحتون من الجبال بيوتا مترفين نشطين؟ خافوا الله وأطيعوني أنا، ولا تطيعوا الّذين اسرفوا على أنفسِهم بالشِرك واتباع الهوى، فهم يفسدون في الأرض ولا يصلحون. قالوا: ما انتض إلا من المسحورين، وما انت الا رجل مثلنا فأتِ بمعجزة ان كنت من الصادقين. قال: إن معجزتي هذه الناقة، لها نصيبٌ من الماء في يومٍ لها ولكم نصيب مثلُه في يوم آخر. اتركوها ولا تمسّوها بسوء فيعذّبكم الله عذابا شديدا.
فعقروها ثم ندموا على ما فعلوا خوفاً من العذاب. فأخذهم العذابُ، وجاءتهم صيحة عظيمة فأصبحوا في ديارهم جاثمين. إن في ذكر قصتهم لدلالةً على قدرة الله على اهلاك الكافرين، وما كان اكثر قومك ايها الرسول بمؤمنين. {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز الرحيم}.
قراءات:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو: {فَرِهين} بدون الف، وقرأ الباقون: {فارهين} بالف بعد الفاء.


أخوهم: في البلد والسكنى، وكان لوط غريباً من ارض العراق وهو ابن أخ ابراهيم. الذكران: جمع ذكر. عادون: متعدّون. المخرَجين: الذين نطردهم. القالين: المبغِضين. الغابرين: الباقيون.
تقدمت قصة لوط في سورة الأعراف، وسورة هود، وسورة الحجر.
أرسل الله لوطاً إلى قومٍ يسكنون في منطقة البحر الميت، أخفضِ بقعة في العالم، وهي واقعة في وادي الاردن. وكانت مدينة سَدُوم وما حولها من القرى عامرة بالخيرات. فدعاهم لوط إلى عبادة الله، وَتركِ أقبح عادةٍ كانوا يعملونها وقال لهم! ألا تتقون الله وتخافون عذابه: إن الله قد أرسلني إليكم وانا أمين على رسالته، فاتقوا الله واطيعوني، لا اريد منكم أجرا انما أجري من عند الله. انكم يا قومُ دون الناس جميعاً تفعلون الفاحشة بالذكور وتتركون ما خلق الله لكم من النساء! فأجابوه: يا لوط، إما أن تتركنا مع شهواتنا وتترك دينَك أو نخرجك من بلادنا. فقال لهم: إني لعملكم هذا من المبغضين.
فلما يئس منهم توجّه إلى ربه وقال: يا رب، نجّني وأهلي مما يعملون. فنجاه الله مع أهله، إلا زوجته العجوز التي كفرت بدينه. ودمر الله الآخرين كما جاء في قوله تعالى: {فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ} [هود: 82]. {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز الرحيم}.


الأيكة: الشجر الكثيف، وهي غَيضة قرب مَدْيَنَ في شمال الحجاز. المخسرِين: هم الذين يأخذون من الناس اكثر ما لهم. القسطاس: الميزان. لا تعثوا: لا تفسدوا. لا تبخسوا الناس أشياءهم: لا تنقصوا حقوق الناس. الجبلّة: الطبيعة والخلقة، يقال جُبل فلان على كذا: خُلق. كسفا: قطعا، جمع كسفة. الظلّة: السحابة التي جاءت بالعذاب.
تقدمت قصة شعيب في سورة الأعراف، وفي سورة هود. وكان اصحاب الأيكة يسكنون في غايةٍ قرب (مدين) أرسل الله اليهم شُعيباً فكذّبوه. ونصحهم وقال لهم: أوفوا الكيلَ وزِنوا للناس دون زيادة أو نقصان، ولا تنقصوا حقوق الناس، ولا تفسدوا في الأرض بقتل الناس وقطع الطرقات، اتقوا الله الذي خلقكم والذين من قبلكم. فقالوا له: أنت رجل مسحور مختلّ العقل، ولستَ الا بشراً مثلنا، ونحن نعتقد أنك كاذب، لم يرسلك الله إلينا. اسقطْ علينا قطعاً من السماء ان كنت من الصادقين! فقال لهم: إن رب عليم بما تَعملون من سيئات، وبما تستحقونه من العذاب. فكذّبوهن فأهلكهم الله بتسليط الحر الشديد، وأظلّتهم سحابة فاجتمعوا تحتها فأسقطها الله عليهم ناراً فاهلكتهم جميعا، في يوم شديد الهول. {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز الرحيم}.
انتهى قصص الانبياء.... ويلاحَظ انه لم يأت القصص حسب التواريخ والاقدمية، وقد جاء اكثرها مختصرا حسب سياق السورة. والمقصود بذلك كله هو الانذارُ والتذكير، وتسلية الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.
قراءات:
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: {اصحاب ليكة} بدون الف. والباقون: {الأيكة}.

1 | 2 | 3 | 4 | 5